ابو العباس احمد المنصور السعدي

يعتبر ابو العباس احمد المنصور السعدي اعظم ملك في تاريخ الدولة السعدية بالمغرب الاقصى وحكم البلامن سنة1578 الى سنة 1603 م.وعرف المغرب في عهده الدخول في علاقات خارجية مع كثير من الدول القوية وتميزت تارة بالتوتر و بالهدنة وعقد اتفاقيات وتبادل السفارات وتارة اخرى بالضم الى الحكم .
العلاقات مع العثمانيين
واجه احمد المنصور في بداية حكمه بعض محاولات التدخل العثماني في المغرب وتجلى ذلك في الخصوص في تجميع العثمانيين لوحدات من اسطولهم بالجزائر سنة 1581 قصد توجيهها لغزو المغرب .وواجه احمد المنصور السعدي الموقف باتخاذ الاستعدادات العسكرية الضرورية وفي النهاية عدل العثمانيون عن الدخول في مغامرة غير محسوبة العواقب بالمغرب خصوصا وان اصداء معركة وادي المخازن لم تخفت بعد .وتمكن احمد المنصور بعد ذلك من ربط العلاقات مع العثمانيين وبادلهم السفارات والهدايا.
العلاقات مع الاسبان
اتسمت سياسة الحمد المنصور السعدي ازاء الاسبان بكثير من المناورة ، بحيث اتجه في بداية حكمه الى مهادنتهم والتظاهر بالتقرب اليهم وذلك بحكم التهديد العثماني القادم من الشرق. وبسبب تخوف احمد المنصور من اشعال الاسبان لنار الفتنة ضده بنجدة الاميرين السعديين اللاجئين لدى الاسبان وهما الناصر بن عب الله الغالب و الشيخ بن محمد المتوكل. وبمجرد تراجع الخطر العثماني وانشغال الاسبان بالمشاكل الجديدة التي ظهرت امامهم باوربا ضغط المنصور على الاسبان وابعد خطرهم عن السواحل المغربية.
العلاقات مع بريطانيا
بدات العلاقات بين المغرب في عهد السعديين مع بريطانيا في النصف الاول من القرن 16 وكانت ذات طابع تجاري وقدر حرص السعديون على تقوية هذه العلاقات والارتقاء بها الى المستوى الرسمي رغبة منهم في الاستفادة من عائدات الضرائب الجمركية والتزود من التجار الانجليز بالاسلحة والذخائر الحربية. وانتقلت العلاقات بين البلدين الى ما يشبه الاحلاف العسكرية. وجائت المبادارة من الملكة اليزابيث الت يكانت في صراع معمع ملك اسبانيا حبث اقترحت على احمد المنصور التعاون لمساعدة الامير البرتغالي دون انطونيو على استرداد عرشه من الاسبان. وقد استجاب احمد المنصور لطلبها وتبادلا عدة سفارات في ذلك. وبالرغم من عدم تحقق تحقق المشروع لاسباب مختلفة منها اختلاف وجهة نظر الطرفين حول تنفيذ المشروع فقد استفاد المغرب من تحالفه مع الانجليز في تطوير قدراته العسكرية.
العالاقات مع باقي الدول الاوربية
من بين الدول الاوربية الت ياقامت العلاقات مع المغرب في عهد احمد المنصور هناك فرنسا وهولندا وكانت هذه العلاقات ذات طابع تجاري لكنها لم تصل الى مستوى علاقات المغرب وانجلترا.
العلاقات مع بلاد السودان ( بلدان غرب افريقيا )
ترجع علاقات المغرب ببلاد السودان وهي المنطقة الواقعة حول نهري لنيجير والسينغال بغرب القارة الافريقية الى عهود قديمة وقد تقوت هذه العلاقات منذ بداية انتشار الاسلام جنوب الصحراء فيالقرن 11 موقيام مماليك اسلامية بالمنطقة . ولعبت التجارة دورا مهما في تعزيز علاقات المغرب ببلاد السودان وحفاظا على هذه العلاقة التي اصبحت مهددة في القرن 16 بفعل تزايد التوغل الايبيري عبر المراكز الساحلية في غرب القارة اتجه احمد المنصور بعد استقرار الاوضاع الداخلية والخارجية للمغرب الى التخطيط لضم بلاد السودان وتشكيل امبراطورية اسلامية غرب القارة بحيث تكون قادرة على مواجهة الاطماع الاجنبية وقد شجع احمد المنصور على تنفيذ مخططه اضطراب الاوضاع السياسية ببلاد السودان وانقسامها الى مملكتين متصارعتين هما مملكة بورنو ومملكةة سونغاي .وهكذا استغل فرصة مبايعة ملك بورنو له سنة 1583 واتجه الى الاستيلاء على المراكز التجارية الصحراوية المتجهة ببلاد السودان ثم اقناع ملك سونغاي بالدخول في طاعته واما رفض الاخير عمد احمد المنصور السعدي الى ارسال حملتين عسكريتين سنة 1591 تمكنتا من القضاء على مملكة سونغاي وضم اقاليمها الى المغرب. وجعل احمد المنصور من بلاد السودان احد الاقاليم التابعة لادارته المركزية وعين عليه واليا يحمل لقب باشا ينوب عنه في تسيير امور الاقليم ويساعده في المدن الكبرى مجموعة من القياد مكلفين بالسهر على المسائل الشرعية . وامين للاشراف على الشؤون المالية للباشوية . وعزز هذا الجهاز الاداري بحاميات عسكرية موزعة عبر المناطق المهمة للسهر على ضبط الامن وصد الهجومات الخارجية وقد ساعدت هذه الاجهزة على تقوية روابط بلاد السودان بالمغرب والتي استفادت من الدولة السعدية كثيرا في عهد احمد المنصور .
يقول محمد الوفراني في كتابه "نزهة الحادي"
(ولما فتح عليه مماليك البلاد السودانية حمل له التبر (مسحوق الذهب) ما يغير الحاسدين ويحير الناظرين حتى كان المنصور لا يعطي في الرواتب (الاجور) الا النضار الصافي والدينار الوافي.وكانت ببابه كل يوم اربعة عشرة و مائة مطرقة تضرب الدينار دون ما هو معد لغير ذلك من صوغ الاقراط والحلي وشبه ذلك . ولاجل ذلك لقب بالذهبي لفيضان الذهب في زمانه )